السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ملف كامل عن هشاشة العظام }
يقول تعالى في قصة زكريا عليه السلام:
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) [مريم: 4].
هشاشة العظام "Osteoporosis" أو ما يطلق عليه أيضا "تخلخل" أو"ترقق" أو "وهن" العظام هو حالة تنجم عن الفقد التدريجي لكتلة العظم وهو يتسلل إلى الهيكل العظمي تدريجيا ببطء وصمت من دون أعراض إلى أن يصبح العظم واهنا مثقبا قابلا للكسر تلقائيا او نتيجة إصابة بسيطة
وقد ازداد اهتمام الأطباء والهيئات الصحية بهذه المشكلة في السنوات الأخيرة نظرا لما تسببه من اثارجانبية شديدة الخطورة لاسيما عند كبار السن، فبالاضافة إلى الالام والتشوهات والكسور فإن البلاين تنفق على علاج الكسور الناتجة عن هشاشة العظام سنويا وهو يصيب النساء أكثر من الرجال إذ أن نصف النساء اللاتي تخطين سن الخامسة والستين يعانين منه، وتعاني منه على الأقل امرأة من كل 4 نساء من مختلف الأعمار.
أسباب هشاشة العظام:
غير معروفة، ولكن هناك عوامل تلعب دورا مهما في حدوث المرض، فبالاضافة إلى إصابة النساء به أكثر من الرجال، فإن نقص التغذية (وبالذات الأعذية الحاوية على الحليب ومشتقاته) وقلة التمارين والحركة تعتبر من العوامل المهمة، وهناك عوامل أخرى مختلفة تترافق بحدوث هشاشة العظام منها:
- الأصل الاسيوي او الشرقي.
- البنية النحيلة او الصغيرة.
- الوراثة.
- سن اليأس.
- انقطاع الطمث المبكر (بسبب طبي او جراحي).
- التدخين.
- تناول الكحول.
- استخدام مركبات الكورتيزون.
ماذا ينتج عن هشاشة العظام:
عندما تنقص كتلة العظم يصبح هشا ضعيفا قد ينكسر تلقائيا او بعد إصابة خفيفة (بينما في مرض تلين العظام تصبح العظام طرية)، وتنضغط الفقرات في العمود الفقري فيتشوه الظهر مما يؤدي إلى الحدب أو الجنف "Scoliosis" (انحراف العمود الفقري إلى احد الجانبين) وهذا بدوره يؤثر على باقي أعضاء الجسم، فأضلاع الصدر قد تصل إلى مستوى الحوض، وقد تتناقص كفاءة التنفس مؤثرة على الجسم بشكل عام.
ومن الجدير بالذكر ان هذه التغيرات تحدث ببطء شديد وقد لا تلاحظ إلا بعد تطورها إلى مراحل متقدمة ولذلك سمي هذا المرض (اللص الصامت).
بالاضافة إلى مشكلات العمود الفقري فإن هشاشة العظام قد تؤدي إلى الكسور وبالذات كسور عظام الحوض أو الرسغ او الأضلاع، وقد تنجم عن رض بسيط أو بشكل عفوي من دون إصابة.
الأماكن المعرضة لمشاكل بسبب هشاشة العظام
كيف يتكون العظم:
ولفهم هذا المرض لابد من إلقاء ضوء بسيط على تركيب العظام ووظيفتها...
إن العظم شأنه شأن الأنسجة الأخرى في الجسم - يتمون ويعاد تشكيله بصورة مستمرة، والكتلة العظمية (كمية العظم الموجودة في الجسم) تزداد في مراحل الطفولة والمراهقة والشباب لتصل الذروة في سن الخامسة والثلاثين، وهي عند الرجال اكثر منها عند النساء، ثم تبدأ بالتناقص التدريجي وهذا طبيعي مع تقدم العمر، وعند النساء يكون النقص في كتلة العظم وسرعته كبيرا خلال السنوات الخمس الولى بعد انقطاع الدورة وذلك نتيجة لنقص (هرمون الأستروجين). اما عند الرجال فإن كمية النقص في كتلة العظام وسرعته تكون اقل بكثير. وتحتوي العظام على معادن الكالسيوم والفوسفور التي تتحد بأشكال معينة معطية للعظام صلابة وقوة.
أهمية الكالسيوم:
والكالسيوم يعتبر من العناصر الأساسية للعديد من وظائف الجسم والتي منها صلابة العظام وقوتها.
تستخدم العظام الكالسيوم في تركيب بنية العظم نفسه كما انها تخزن جزءا منه تحتفظ به كاحتياطي للحالات الطارئة وذلك عندما ينضب محتوى الكالسيوم في الجسم (نتيجة عدم تناول الكمية الكافية منه). فالعظم يعتبر بحق المستودع الكبير للكالسيوم، وإذا لم تتمكن أجزاء الجسم الأخرى من الحصول على الكالسيوم الذي تحتاجه فإنها تسطو على مستودع الكالسيوم هذا مما يضعف الهيكل العظمي.
وعملية استخدام الكالسيوم لبناء العظام وللتخزين الاحتياطي - تتم خلال سنوات النمو أكثر من أي وقت اخر. وعند الفتيات اللواتي لا يتناولن كميات كافية من الكالسيوم أثناء فترة النمو وبعد ذلك، فإن هرمون الاستروجبن يقوم بحراسة مستودع الكالسيوم في العظام من محاولات السطو التي يقوم بها الجسم لأداء بعض الوظائف.
اما في سن اليأس عندما تفقد هرمون الاستروجين فإنها بذلك تفقد (الحارس) الذي طالما وقف امام محاولات الجسم للسطو على كالسيوم العظام عندها يتمكن الجسم من استنزاف الكمية المخزنة من الكالسيوم ولا يكتفي بذلك إذ سرعان ما يتعداها لإستخدام الكالسيوم الأساسي الموجود في بنية العظام نفسها مما يضعف العظم ويجعله قابلا للكسر.
ولهذا فإن بناء هيكل عظمي قوي عند الأطفال والشباب اليافعين ورفع رصيدهم من الثروة العظمية يفيد كثيرا في الحماية من ان ينضب هذا الرصيد بسرعة ويقيهم من غدر تخلخل العظام عند الشيخوخة.
احتياج الجسم من الكالسيوم:
وتشير الدراسات إلى أن كمية الكالسيوم التي يتناولها أكثر الناس لا تصل إلى نصف الكمية التي يحتاجونها فعلا وهذا يشكل خطورة حقيقية على الثروة العظمية في أجسامنا.
وهناك العديد من المستحضرات الطبية الحاوية على الكالسيوم من الممكن استخدامها لزيادة التناول اليومي لهذه المادة الحيوية، ويستطيع الطبيب أن يشير عليك باستخدام أنسبها.
احتياج فيتامين (د):
والذي من وظائفه تمكين الجسم من الاستفادة من الكالسيوم بشكل مناسب، ويجب أن يحتوي الغذاء على كمية مناسبة من فيتامين (د) والكمية التي يجب تناولها في اليوم هي (400) وحدة دولية. ويعتبرا لحليب المضاف إليه فيتامين (د) مصدرا مناسبا لكل من الكالسيوم وفيتامين (د) معا. اما أولئك الذين لديهم صعوبة في هضم الحليب فإن الحبوب المتعددة الفيتامينات تشكل مصدرا جيدا لفيتامين (د).
ولا يفوتنا التنويه بأهمية التعرض المعتدل لأشعة الشمس إذ أنها تحث على تشكيل فيتامين (د) من الطبقة الدهنية الموجودة تحت الجلد.
أهمية التمارين:
إن العظام شأنها شأن العضلات تقوى بالاستعمال وتضعف بالإهمال، ولذلك فإن التمارين مهمة جدا للمحافظة على
العظام قوية. ومهما كان عمرك الان فلا تتصور ان الوقت قد فاتك للبدء بالتمارين وأفضل انواع التمارين ما كان منتظما ومتوسط الجهد كالمشي المنتظم (حوالي 15 كم في الاسبوع).
طرق الكشف عن هشاشة العظام:
إن هشاشة العظام عند بعض الأفراد قد يصل إلى مرحلة خطيرة يهدد صحتهم وسلامتهم ... ولذلك من الضروري معرفة طرق الكشف المبكر عن هذه الافة التي يطلق عليها بحق اسم (اللص الصامت) لأنها تسرق العظام بصمت ودون إنذار.
جهاز يقيس كثافة العظام
والأعراض التي قد تظهر أحيانا هي الام الظهر والعظام وتحدب الظهر. وأكثر الناس لا يعلمون باصابتهم بهشاشة العظام إلا بعد حصول كسر في أحد العظام وعندها يكون قد فات الأوان.
والفحص السريري يوحي بالمشكلة وذلك عند وجود تشوهات في العظام أو العمود الفقري ويجب عدم الإنتظار حتى تحدث هذه الاثار الخطيرة، ويصدق الأمر بالنسبة للأشعة التقليدية فهي غير حساسة في إظهار هذا المرض إلا بعد تقدمه واستفحاله إذ ان ضعف العظام لا يظهر بالأشعة العادية إلا بعد ان يكون العظم قد فقد ما يقرب من ال40% من كتلته وهي كمية كبيرة جدا.
اما الطرق الحديثة، وهي طرق شعاعية متطورة فبإمكانها اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
العلاج:
إن علاج هشاشة العظام يجب ان يوجه من قبل الطبيب الأخصائي في هذا المجالن ويكون عادة بحسب حالة المريض وقت التشخيص ويعتمد على كمية النقص في العظم، عمر المريض، وهل هناك اثار جانبية كالكسور أم لا.
خطوط العلاج بشكل عام تكون باتجاهين:
الأول: إيقاف سير المرض.
الثاني: تعويض ما نقص من كتلة العظام.
ايقاف التناقص في كتلة العظام:
يكون عن طريق تناول الكالسيوم وفيتامين (د) بالكميات التي يحددها الطبيب، ولابد من الإشارة إلى ان زيادة تناول فيتامين (د) قد يؤدي إلى نتائج عكسية وربما يكون ضارا.
ومن المفيد إعطاء النساء هرمون الاستروجين وذلك في الشهور الأولى بعد انقطاع الطمث وذلك للإبطاء وربما إيقاف عملية التناقص في كتلة العظام، وهذا يجب ان يتم باستشارة الطبيب وتحت إشرافه الدقيق.
اما تعويض ما نقص من كتلة العظام:
فيتم عن طريق تناول بعض العقاقير الخاصة، إذ أن الدراسات الحديثة تشير إلى إمكانية إيقاف تطور المرض وتعويض ما نقص من كتلة العظام بتناول بعض الأدوية كمادة فلورايد الصوديوم ومادة الكالسيتونين، ومادة الكالسيتونين Calcitonin هي من المواد التي تتكون طبيعيا في جسم الإنسان ولها دور فيزيولوجي في منع تأكل العظم وتحريك الكالسيوم من الدم إلى العظام وقد وجد أن إعطاء هذه المادة يفيد في إيقاف تطور المرض وتقليل نسبة الكسور وتخفيف الألم الناتج عن تقدم المرض.أيضا البيسفوسفونات Bisphosphonates علاج غير هرموني وقد أصبح متوافر في الوقت الحالي لعلاج هشاشة العظام. وهو تعمل على وقف مفعول الخلايا المسؤولة عن تكسير العظام . ومن خلال هذا المفعول فإن هذه الأدوية تساعد على منع المزيد من فقدان المادة العظمية في المرضى الذين قد فقدوا بعضها بالفعل. وكما رأينا من قبل فإن هذا هو أحد الأهداف الجوهرية في علاج المرضى بهشاشة العظام . وتوجد بيسفوسفونات جديدة تسمى أمينوبيسفوسفونات Aminobisphophonates، وهي تساعد على إعادة بناء أو تعويض العظم المفقود.
وأحد الأمثلة لهذه الفئة الجديدة من الأدوية هو "فوزاماكس Fosamax" (ألندرونات الصوديوم alendronate sodium) وهو جيد التحمل بصفة عامة ، وقد تبين أنه يقي من كسور الورك ، العمود الفقري والرسغ.
ومرة ثانية لابد ان يكون استخدام هذه العقاقير بإشراف الطبيب فهو خير من يدلك على ما تستخدمه وكيف تستخدمه حسب الحالة التي تعاني منها وتطورها.
واهم من العلاج الوقاية: (درهم وقاية خير من قنطار علاج)
وتكون بتوعية الناس ولفت انظارهم إلى خطورة هذا المرض وطبيعته. ونحب ان نركز هنا على ان هشاشة العظام من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتجنبها.
والخطوة الأولى في ذلك معرفة هل انت ضمن المجموعة المعرضة لمخاطر هذا المرض ام لا وذلك بالإجابة على الأسئلة الموجودة في نهاية المقال فإن كنت كذلك فانتبه لنفسك واستشر طبيبا.
حاول ان تبني رصيدا وثروة عظمية وبالذات قبل سن الثلاثين، إذ أنه كلما زاد هذا الرصيد في مقتبل الحياة كلما كانت الكمية المتبقية منه في الشيخوخة أكبر.
والنصائح التي نوجهها للجميع لبناء هذه الثروة العظمية هي الاهتمام بالتغذية الصحيحة منذ الطفولة، والاهتمام بالرياضة والتعرض المعتدل للأشعة الشمس.
اما بالنسبة للذين يعانون من هذه المشكلة الان فإن الافاق الطبية الحديثة تبشر بتخفيف المعاناة وعلاج المرض. وفي هذا الاطار لابد من التنبيه إلى أنه من الضروري الوقاية من الصدمات البسيطة لتقليل مخاطر كسور العظام واكثر أنواع الصدمات التي تؤدي إلى الكسور هي الانزلاق والوقوع على الأرض أثناء المشي أو الوقوف. وعليه إذا كنت من المصابين بهذا المرض حاول ان تحدث بعض التغيرات في مكان سكنك وعملك لتتجنب التعثر والانزلاق (إزالة كل الأسلاك من الأرض، تثبيت الموكيت والسجاد، وضع مانعات الانزلاق في أرضية البانيو والحمام، توفير الإضاءة الجيدة ..... إلخ).
وخلاصة القول:
إن هشاشة أو وهن العظام مشكلة من مشاكل الصحة العامة وهو يتسلل إلى الهيكل العظمي من دون أعرلض ولابد من لفت الأنظار إلى خطورته على مختلف المستويات الصحية و الاجتماعية و الإعلامية و الاقتصادية ومفتاح الوقاية منه والسيطرة عليه وعلى اثاره الجانبية يكمن في الغذاء المناسب والرياضة.
هل أنت معرض لهشاشة العظام:
اعرف نفسك، هل أنت معرض لهذا المرض المعيق الذي يؤدي إلى تشوهات في الجسم وكسور في العمود الفقري، الحوض، الرسغ، او الأضلاع وباقي العظام.
اجب على الأسئلة التالية لتحدد مدى امكانية تعرضك لهذا المرض.
السؤال
1- هل أنت انثى؟
2- هل أنت في سن اليأس؟
3- هل انقطعت الدورة لديك مبكرا؟
أو هل انقطعت الدورة لديك بسبب حراحي؟
5- هل انت من بلاد الشرق أو اسيا؟
أو هل حجم جسمك صغيرا؟
5- هل يوجد في العائلة من لديه ضعف العظام؟
6- هل غذاؤك قليل بمصادر الكالسيوم؟
7- هل نشاطك الجسماني قليل؟
8- هل تدخن السجائر او تشرب الكحول؟
9- هل تتناول ادوية الكورتيزون؟
او أدوية معالجة الأورام او أدوية الغدة الدرقية؟
كلما زادت اجاباتك ب"نعم"، كلما زادت خطورة تعرضك لهذا المرض المعيق.
استشر طبيبك مبكرا وابدأ بالتغذية الصحيحة والرياضة وأقلع عن التدخين.
اتمني الفائدة للجميع
{ملف كامل عن هشاشة العظام }
يقول تعالى في قصة زكريا عليه السلام:
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) [مريم: 4].
هشاشة العظام "Osteoporosis" أو ما يطلق عليه أيضا "تخلخل" أو"ترقق" أو "وهن" العظام هو حالة تنجم عن الفقد التدريجي لكتلة العظم وهو يتسلل إلى الهيكل العظمي تدريجيا ببطء وصمت من دون أعراض إلى أن يصبح العظم واهنا مثقبا قابلا للكسر تلقائيا او نتيجة إصابة بسيطة
وقد ازداد اهتمام الأطباء والهيئات الصحية بهذه المشكلة في السنوات الأخيرة نظرا لما تسببه من اثارجانبية شديدة الخطورة لاسيما عند كبار السن، فبالاضافة إلى الالام والتشوهات والكسور فإن البلاين تنفق على علاج الكسور الناتجة عن هشاشة العظام سنويا وهو يصيب النساء أكثر من الرجال إذ أن نصف النساء اللاتي تخطين سن الخامسة والستين يعانين منه، وتعاني منه على الأقل امرأة من كل 4 نساء من مختلف الأعمار.
أسباب هشاشة العظام:
غير معروفة، ولكن هناك عوامل تلعب دورا مهما في حدوث المرض، فبالاضافة إلى إصابة النساء به أكثر من الرجال، فإن نقص التغذية (وبالذات الأعذية الحاوية على الحليب ومشتقاته) وقلة التمارين والحركة تعتبر من العوامل المهمة، وهناك عوامل أخرى مختلفة تترافق بحدوث هشاشة العظام منها:
- الأصل الاسيوي او الشرقي.
- البنية النحيلة او الصغيرة.
- الوراثة.
- سن اليأس.
- انقطاع الطمث المبكر (بسبب طبي او جراحي).
- التدخين.
- تناول الكحول.
- استخدام مركبات الكورتيزون.
ماذا ينتج عن هشاشة العظام:
عندما تنقص كتلة العظم يصبح هشا ضعيفا قد ينكسر تلقائيا او بعد إصابة خفيفة (بينما في مرض تلين العظام تصبح العظام طرية)، وتنضغط الفقرات في العمود الفقري فيتشوه الظهر مما يؤدي إلى الحدب أو الجنف "Scoliosis" (انحراف العمود الفقري إلى احد الجانبين) وهذا بدوره يؤثر على باقي أعضاء الجسم، فأضلاع الصدر قد تصل إلى مستوى الحوض، وقد تتناقص كفاءة التنفس مؤثرة على الجسم بشكل عام.
ومن الجدير بالذكر ان هذه التغيرات تحدث ببطء شديد وقد لا تلاحظ إلا بعد تطورها إلى مراحل متقدمة ولذلك سمي هذا المرض (اللص الصامت).
بالاضافة إلى مشكلات العمود الفقري فإن هشاشة العظام قد تؤدي إلى الكسور وبالذات كسور عظام الحوض أو الرسغ او الأضلاع، وقد تنجم عن رض بسيط أو بشكل عفوي من دون إصابة.
الأماكن المعرضة لمشاكل بسبب هشاشة العظام
كيف يتكون العظم:
ولفهم هذا المرض لابد من إلقاء ضوء بسيط على تركيب العظام ووظيفتها...
إن العظم شأنه شأن الأنسجة الأخرى في الجسم - يتمون ويعاد تشكيله بصورة مستمرة، والكتلة العظمية (كمية العظم الموجودة في الجسم) تزداد في مراحل الطفولة والمراهقة والشباب لتصل الذروة في سن الخامسة والثلاثين، وهي عند الرجال اكثر منها عند النساء، ثم تبدأ بالتناقص التدريجي وهذا طبيعي مع تقدم العمر، وعند النساء يكون النقص في كتلة العظم وسرعته كبيرا خلال السنوات الخمس الولى بعد انقطاع الدورة وذلك نتيجة لنقص (هرمون الأستروجين). اما عند الرجال فإن كمية النقص في كتلة العظام وسرعته تكون اقل بكثير. وتحتوي العظام على معادن الكالسيوم والفوسفور التي تتحد بأشكال معينة معطية للعظام صلابة وقوة.
أهمية الكالسيوم:
والكالسيوم يعتبر من العناصر الأساسية للعديد من وظائف الجسم والتي منها صلابة العظام وقوتها.
تستخدم العظام الكالسيوم في تركيب بنية العظم نفسه كما انها تخزن جزءا منه تحتفظ به كاحتياطي للحالات الطارئة وذلك عندما ينضب محتوى الكالسيوم في الجسم (نتيجة عدم تناول الكمية الكافية منه). فالعظم يعتبر بحق المستودع الكبير للكالسيوم، وإذا لم تتمكن أجزاء الجسم الأخرى من الحصول على الكالسيوم الذي تحتاجه فإنها تسطو على مستودع الكالسيوم هذا مما يضعف الهيكل العظمي.
وعملية استخدام الكالسيوم لبناء العظام وللتخزين الاحتياطي - تتم خلال سنوات النمو أكثر من أي وقت اخر. وعند الفتيات اللواتي لا يتناولن كميات كافية من الكالسيوم أثناء فترة النمو وبعد ذلك، فإن هرمون الاستروجبن يقوم بحراسة مستودع الكالسيوم في العظام من محاولات السطو التي يقوم بها الجسم لأداء بعض الوظائف.
اما في سن اليأس عندما تفقد هرمون الاستروجين فإنها بذلك تفقد (الحارس) الذي طالما وقف امام محاولات الجسم للسطو على كالسيوم العظام عندها يتمكن الجسم من استنزاف الكمية المخزنة من الكالسيوم ولا يكتفي بذلك إذ سرعان ما يتعداها لإستخدام الكالسيوم الأساسي الموجود في بنية العظام نفسها مما يضعف العظم ويجعله قابلا للكسر.
ولهذا فإن بناء هيكل عظمي قوي عند الأطفال والشباب اليافعين ورفع رصيدهم من الثروة العظمية يفيد كثيرا في الحماية من ان ينضب هذا الرصيد بسرعة ويقيهم من غدر تخلخل العظام عند الشيخوخة.
احتياج الجسم من الكالسيوم:
وتشير الدراسات إلى أن كمية الكالسيوم التي يتناولها أكثر الناس لا تصل إلى نصف الكمية التي يحتاجونها فعلا وهذا يشكل خطورة حقيقية على الثروة العظمية في أجسامنا.
وهناك العديد من المستحضرات الطبية الحاوية على الكالسيوم من الممكن استخدامها لزيادة التناول اليومي لهذه المادة الحيوية، ويستطيع الطبيب أن يشير عليك باستخدام أنسبها.
احتياج فيتامين (د):
والذي من وظائفه تمكين الجسم من الاستفادة من الكالسيوم بشكل مناسب، ويجب أن يحتوي الغذاء على كمية مناسبة من فيتامين (د) والكمية التي يجب تناولها في اليوم هي (400) وحدة دولية. ويعتبرا لحليب المضاف إليه فيتامين (د) مصدرا مناسبا لكل من الكالسيوم وفيتامين (د) معا. اما أولئك الذين لديهم صعوبة في هضم الحليب فإن الحبوب المتعددة الفيتامينات تشكل مصدرا جيدا لفيتامين (د).
ولا يفوتنا التنويه بأهمية التعرض المعتدل لأشعة الشمس إذ أنها تحث على تشكيل فيتامين (د) من الطبقة الدهنية الموجودة تحت الجلد.
أهمية التمارين:
إن العظام شأنها شأن العضلات تقوى بالاستعمال وتضعف بالإهمال، ولذلك فإن التمارين مهمة جدا للمحافظة على
العظام قوية. ومهما كان عمرك الان فلا تتصور ان الوقت قد فاتك للبدء بالتمارين وأفضل انواع التمارين ما كان منتظما ومتوسط الجهد كالمشي المنتظم (حوالي 15 كم في الاسبوع).
طرق الكشف عن هشاشة العظام:
إن هشاشة العظام عند بعض الأفراد قد يصل إلى مرحلة خطيرة يهدد صحتهم وسلامتهم ... ولذلك من الضروري معرفة طرق الكشف المبكر عن هذه الافة التي يطلق عليها بحق اسم (اللص الصامت) لأنها تسرق العظام بصمت ودون إنذار.
جهاز يقيس كثافة العظام
والأعراض التي قد تظهر أحيانا هي الام الظهر والعظام وتحدب الظهر. وأكثر الناس لا يعلمون باصابتهم بهشاشة العظام إلا بعد حصول كسر في أحد العظام وعندها يكون قد فات الأوان.
والفحص السريري يوحي بالمشكلة وذلك عند وجود تشوهات في العظام أو العمود الفقري ويجب عدم الإنتظار حتى تحدث هذه الاثار الخطيرة، ويصدق الأمر بالنسبة للأشعة التقليدية فهي غير حساسة في إظهار هذا المرض إلا بعد تقدمه واستفحاله إذ ان ضعف العظام لا يظهر بالأشعة العادية إلا بعد ان يكون العظم قد فقد ما يقرب من ال40% من كتلته وهي كمية كبيرة جدا.
اما الطرق الحديثة، وهي طرق شعاعية متطورة فبإمكانها اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
العلاج:
إن علاج هشاشة العظام يجب ان يوجه من قبل الطبيب الأخصائي في هذا المجالن ويكون عادة بحسب حالة المريض وقت التشخيص ويعتمد على كمية النقص في العظم، عمر المريض، وهل هناك اثار جانبية كالكسور أم لا.
خطوط العلاج بشكل عام تكون باتجاهين:
الأول: إيقاف سير المرض.
الثاني: تعويض ما نقص من كتلة العظام.
ايقاف التناقص في كتلة العظام:
يكون عن طريق تناول الكالسيوم وفيتامين (د) بالكميات التي يحددها الطبيب، ولابد من الإشارة إلى ان زيادة تناول فيتامين (د) قد يؤدي إلى نتائج عكسية وربما يكون ضارا.
ومن المفيد إعطاء النساء هرمون الاستروجين وذلك في الشهور الأولى بعد انقطاع الطمث وذلك للإبطاء وربما إيقاف عملية التناقص في كتلة العظام، وهذا يجب ان يتم باستشارة الطبيب وتحت إشرافه الدقيق.
اما تعويض ما نقص من كتلة العظام:
فيتم عن طريق تناول بعض العقاقير الخاصة، إذ أن الدراسات الحديثة تشير إلى إمكانية إيقاف تطور المرض وتعويض ما نقص من كتلة العظام بتناول بعض الأدوية كمادة فلورايد الصوديوم ومادة الكالسيتونين، ومادة الكالسيتونين Calcitonin هي من المواد التي تتكون طبيعيا في جسم الإنسان ولها دور فيزيولوجي في منع تأكل العظم وتحريك الكالسيوم من الدم إلى العظام وقد وجد أن إعطاء هذه المادة يفيد في إيقاف تطور المرض وتقليل نسبة الكسور وتخفيف الألم الناتج عن تقدم المرض.أيضا البيسفوسفونات Bisphosphonates علاج غير هرموني وقد أصبح متوافر في الوقت الحالي لعلاج هشاشة العظام. وهو تعمل على وقف مفعول الخلايا المسؤولة عن تكسير العظام . ومن خلال هذا المفعول فإن هذه الأدوية تساعد على منع المزيد من فقدان المادة العظمية في المرضى الذين قد فقدوا بعضها بالفعل. وكما رأينا من قبل فإن هذا هو أحد الأهداف الجوهرية في علاج المرضى بهشاشة العظام . وتوجد بيسفوسفونات جديدة تسمى أمينوبيسفوسفونات Aminobisphophonates، وهي تساعد على إعادة بناء أو تعويض العظم المفقود.
وأحد الأمثلة لهذه الفئة الجديدة من الأدوية هو "فوزاماكس Fosamax" (ألندرونات الصوديوم alendronate sodium) وهو جيد التحمل بصفة عامة ، وقد تبين أنه يقي من كسور الورك ، العمود الفقري والرسغ.
ومرة ثانية لابد ان يكون استخدام هذه العقاقير بإشراف الطبيب فهو خير من يدلك على ما تستخدمه وكيف تستخدمه حسب الحالة التي تعاني منها وتطورها.
واهم من العلاج الوقاية: (درهم وقاية خير من قنطار علاج)
وتكون بتوعية الناس ولفت انظارهم إلى خطورة هذا المرض وطبيعته. ونحب ان نركز هنا على ان هشاشة العظام من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتجنبها.
والخطوة الأولى في ذلك معرفة هل انت ضمن المجموعة المعرضة لمخاطر هذا المرض ام لا وذلك بالإجابة على الأسئلة الموجودة في نهاية المقال فإن كنت كذلك فانتبه لنفسك واستشر طبيبا.
حاول ان تبني رصيدا وثروة عظمية وبالذات قبل سن الثلاثين، إذ أنه كلما زاد هذا الرصيد في مقتبل الحياة كلما كانت الكمية المتبقية منه في الشيخوخة أكبر.
والنصائح التي نوجهها للجميع لبناء هذه الثروة العظمية هي الاهتمام بالتغذية الصحيحة منذ الطفولة، والاهتمام بالرياضة والتعرض المعتدل للأشعة الشمس.
اما بالنسبة للذين يعانون من هذه المشكلة الان فإن الافاق الطبية الحديثة تبشر بتخفيف المعاناة وعلاج المرض. وفي هذا الاطار لابد من التنبيه إلى أنه من الضروري الوقاية من الصدمات البسيطة لتقليل مخاطر كسور العظام واكثر أنواع الصدمات التي تؤدي إلى الكسور هي الانزلاق والوقوع على الأرض أثناء المشي أو الوقوف. وعليه إذا كنت من المصابين بهذا المرض حاول ان تحدث بعض التغيرات في مكان سكنك وعملك لتتجنب التعثر والانزلاق (إزالة كل الأسلاك من الأرض، تثبيت الموكيت والسجاد، وضع مانعات الانزلاق في أرضية البانيو والحمام، توفير الإضاءة الجيدة ..... إلخ).
وخلاصة القول:
إن هشاشة أو وهن العظام مشكلة من مشاكل الصحة العامة وهو يتسلل إلى الهيكل العظمي من دون أعرلض ولابد من لفت الأنظار إلى خطورته على مختلف المستويات الصحية و الاجتماعية و الإعلامية و الاقتصادية ومفتاح الوقاية منه والسيطرة عليه وعلى اثاره الجانبية يكمن في الغذاء المناسب والرياضة.
هل أنت معرض لهشاشة العظام:
اعرف نفسك، هل أنت معرض لهذا المرض المعيق الذي يؤدي إلى تشوهات في الجسم وكسور في العمود الفقري، الحوض، الرسغ، او الأضلاع وباقي العظام.
اجب على الأسئلة التالية لتحدد مدى امكانية تعرضك لهذا المرض.
السؤال
1- هل أنت انثى؟
2- هل أنت في سن اليأس؟
3- هل انقطعت الدورة لديك مبكرا؟
أو هل انقطعت الدورة لديك بسبب حراحي؟
5- هل انت من بلاد الشرق أو اسيا؟
أو هل حجم جسمك صغيرا؟
5- هل يوجد في العائلة من لديه ضعف العظام؟
6- هل غذاؤك قليل بمصادر الكالسيوم؟
7- هل نشاطك الجسماني قليل؟
8- هل تدخن السجائر او تشرب الكحول؟
9- هل تتناول ادوية الكورتيزون؟
او أدوية معالجة الأورام او أدوية الغدة الدرقية؟
كلما زادت اجاباتك ب"نعم"، كلما زادت خطورة تعرضك لهذا المرض المعيق.
استشر طبيبك مبكرا وابدأ بالتغذية الصحيحة والرياضة وأقلع عن التدخين.
اتمني الفائدة للجميع